في اجتماع احتضنته بطريركيّة السريان الأرثوذكس في دمشق، التقى وفد من رؤساء الكنائس في سوريا القسَّ الأميركيّ جوني مور، رئيس «مؤتمر القادة المسيحيّين» والمستشار الدينيّ السابق للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب. وشهد اللقاء مناقشات بشأن أوضاع المسيحيّين في سوريا، وسُبل دعمهم في ظلّ الظروف الراهنة.
وصف مطران أبرشيّة دمشق للأرمن الكاثوليك جورج أسادوريان، في حديث إلى «آسي مينا»، اللقاء بأنّه فرصة أتاحت إيصال صوت المسيحيّين السوريّين مباشرةً إلى الإدارة الأميركيّة، مبيّنًا أنّ القسَّ مور أبدى اهتمامه بسماع انطباعات القادة الدينيّين حول واقع المسيحيّين في البلاد.
جانب من اللقاء بين القسّ جوني مور ورجال الدين المسيحيّين في دمشق. مصدر الصورة: بطريركيّة السريان الأرثوذكس
وأشار أسادوريان إلى أنّ النقاشات تناولت التحدّيات التي تواجه الطوائف المسيحيّة، مثل الهجرة وتصاعد الضغوط الاجتماعيّة والاقتصاديّة والأمنيّة، قائلًا: «أكّدتُ للقسّ مور أنّ كلّ طائفة مسيحيّة في سوريا قدّمت شهداء في سبيل المسيح، وأنّنا نخشى تكرار الماضي».
وتوجَّه إلى مور سائلًا: «هل تقع مسؤوليّة الوجود المسيحيّ في الشرق على عاتقنا فقط؟ أم أنّكم تتحمّلون أنتم أيضًا جزءًا من هذه المسؤوليّة، لمساعدتنا على الاستمرار؟ فالمسيح وُلد هنا، والمسيحيّة انطلقت من هذه الأرض. نحن مستعدّون لأن نواصل المسيرة، ونكون شهودًا لكلمة المسيح، لكنّنا بحاجة إلى دعم منكم، ليس للمسيحيّين فحسب، بل للسلطة القائمة أيضًا، حتى تتمكّن من تخطّي الصعوبات».
جانب من اللقاء بين القسّ جوني مور ورجال الدين المسيحيّين في دمشق. مصدر الصورة: بطريركيّة السريان الأرثوذكس
وأوضح أسادوريان في كلمته أنّ المسؤولين المحلّيّين في سوريا يشيدون بالشبيبة المسيحيّة وبتربيتها الوطنيّة والأخلاقيّة. وأضاف: «نحن فخر لهذا المجتمع، لا نحمل السلاح ولن نحمله، وسندافع عن بلدنا بالإيمان والكلمة والمحبّة، والمسيحيّة قدّمت النور والمعرفة للعالم العربيّ. لكنّ تلك الشبيبة تعاني اليوم البطالة وقلّة فرص العمل، لذا نطلب من الولايات المتحدة أن تدعمنا كما تدعم الآخرين، وأن تساعدنا في إيجاد فرص عمل لشبابنا حتّى يتمكّنوا من البقاء والاستمرار في أداء رسالتهم. الرئيس ترامب مسؤول أخلاقيًّا عن دعمهم وأرجو أن تصل رسالتنا هذه إليه».
وكشف أسادوريان أنّ بعض رجال الدين أشاروا في خلال الاجتماع إلى أفعال طالت مسيحيّين في الآونة الأخيرة وتُثير قلقًا رغم كونها فرديّة وغير منظّمة، منها خطابات تحريضيّة تُطلِقها جهات متطرّفة توعّدت بالتخلّص من المسيحيّين، ومنها أيضًا فرض قواعد للّباس (بما في ذلك لباس السباحة)، ومنع الكحول، ووضع قيود تتعلّق بالاختلاط بين الرجال والنساء، وسرقة ممتلكات تعود إلى مسيحيّين، مثلما حدث في الآونة الأخيرة لأحد التجّار المسيحيّين في حيّ القصاع. وعلّق: «نحن ملتزمون تطبيق القوانين الصادرة، لكنّ هذه الأمور لم نَعتدها، لذا نطالب بالحرّية التي ألِفناها».
جانب من اللقاء بين القسّ جوني مور ورجال الدين المسيحيّين في دمشق. مصدر الصورة: بطريركيّة السريان الأرثوذكس
وتابع: «كان القسّ مور يدوّن كلّ ما قلناه ووعَدَ بإيصال رسائلنا إلى الرئيس ترامب، كما أطلَعَنا بشكل مقتضب على لقائه الطويل مع الرئيس الشرع، إذ أكّد مور أنّ الشرع أبدى تجاوبًا كبيرًا وأنّه منفتح على مختلف الطروحات، وقد طلب الشرع منه العودة إلى سوريا لمواصلة تبادل الأفكار».
وختم أسادوريان: «ننتظر بلوغ الأهداف التي نطمح إليها ويطمح إليها الرئيس أيضًا. نريد خطوات عمليّة، فقد سئمنا الوعود والكلام، نريد مَن يقف إلى جانبنا فعلًا. علاقتنا بالمسؤولين السوريّين جيّدة، وهناك تواصل دائم معهم، لكنّنا نطمح إلى العيش في وطن لا نخاف فيه، وطن نحبّه ويُحبّنا، فالحاجة إلى الشعور بالأمان تبقى أساسيّة».
رغم بعض التخبّط، يسعى المسؤولون الحكوميّون السوريّون إلى إعطاء دور أكبر للمرأة، وإشراكها في مختلف نواحي الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة وغيرها.